القيادة الأمنية في السودان: الكفاءة أولاً
منظور جديد
عامر حسون
*القيادة الأمنية في السودان: الكفاءة أولاً
*
في هذا المنعطف الحرج من تاريخ السودان، ومع تزايد التحديات الأمنية التي أفرزتها الحرب تبرز أهمية اختيار وزير داخلية يتمتع بالكفاءة، والخبرة، والانضباط المهني، لا بناءً على الترضيات القبلية أو التوازنات المناطقية التي أثبتت فشلها. السودان اليوم بحاجة إلى رجال ونساء دولة، قادرين على قيادة الملفات الأمنية بعقلانية وشجاعة، وإعادة الهيبة للمؤسسات النظامية.
*الفريق بروفسير يحيى الهادي* ليس مجرد ضابط شرطة بل رجل دولة حقيقي، يمتلك خلفية أكاديمية قوية، ونهج إداري رصين، وسجل من النزاهة والانضباط والقدرة على التخطيط بعيد المدى. هو شخصية تجمع بين الصرامة والرؤية، ويُشهد له بأنه من القلائل الذين ظلوا على مواقفهم المهنية دون ميل أو مساومة…الفريق شرطة خضر المبارك..إسم سجل اسمه في دفتر تاريخ الشرطة. نجم من نجوم البوليس والداخلية. قصصه ومواقفه تتناقلها الأجيال. أمتلك كل صفات القائد. من شجاعة وصرامة. .ووعي. في كل موقع تسنمه كان مركز الأضواء والاهتمام. يكفي شهادات تلاميذه الذين تخرجوا علي يديه من كلية الشرطة .ويكفي المجد فخرا ما يحكيه عنه جنوده في الاحتياطي المركزي. كان قبل الثورة قاب قوسين من منصب المدير العام لقوات الشرطة..ولكن أعداء السودان والنجاح حالوا دون ذلك فضاعت علي السودان فرصة لن تتكرر..
*الفريق ياسر البلال* مدرسة في الانضباط والالتزام المهني، رجل عرف عنه الزهد والبعد عن الأضواء، لكنه كان دائمًا و حاضرًا في اللحظات الحرجة. معروف وسط زملائه بأنه لا يعرف المجاملة على حساب القانون، ويحمل هم الوطن بصدق وإخلاص، وهو من الذين تتحدث عنهم إنجازاتهم لا كلماتهم.
*الفريق د. مريم عبد المحمود*، تمثل رمزًا مشرفًا للمرأة السودانية في المؤسسات النظامية، فهي صاحبة مسيرة أكاديمية وعملية مشرفة، خاضت تحديات كبيرة في بيئة مهنية ذكورية، ونجحت في إثبات أن الكفاءة لا تعرف جنسًا. نالت احترام الجميع، ووجودها في هذا المنصب سيكون نقلة نوعية للمؤسسة.
نحن لا نحتاج أن نتحدث عنهم كثيرًا، فمؤسسة الشرطة السودانية تشهد لهم بالكفاءة والمهنية والنزاهة. وإن قَبِلوا بالتكليف، فلن يستطيع أحد المزايدة عليهم، فهم من حفظوا للمهنة وقارها.
*رسالـة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء:*
لا تلتفتوا إلى الترضيات القبلية أو المناطقية، فهذه الوزارة لا تُدار بالمحاصصة. اختياراتكم الآن تُسجل في صفحات التاريخ، إما شهادة لكم أو عليكم. إن منصب وزير الداخلية لا يحتمل المجاملة، وإذا تم تعيينه بناءً على التوازنات السياسية، سنعض أصابع الندم، حين لا ينفع الندم.
هؤلاء ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم، فهم السجل والموقف، والكفاءة والتجربة. وإن قَبِلوا بالتكليف، فقد أديتم واجبكم، وسيسجل التاريخ أنكم أنصفتم المؤسسة الشرطية.