خارج الصورة
عبدالعظيم صالح
..
تناقلت أنباء الأسبوع الماضي قرار مجلس الوزراء بعودة أكثر من (٨)وزارات للخرطوم ومباشرة أعمالها من عاصمة البلاد كمؤشر لمرحلة جديدة ومشوار تحدي لإعادة الدولة لممارسة مهامها من مقرن النيلين رغم الحرب اللعينة التي شردت سكان الخرطوم داخل وخارج البلاد..
في ذات الأسبوع زار الفريق أحمد مفضل المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الخرطوم وهي زيارة مختلفة عن أي زيارات يقوم بها مسئول رفيع وتكتسب أهميتها من دور الجهاز الكبير في الحرب وما قام به من تضحيات كبيرة وما مثله من فاعلية في تأمين العاصمة القومية ونجاحه في إستعادة وتنشيط هيئة العمليات ودوره في بسط هيبة الدولة بالمركز والولايات و.إهتمامه بمنسوبيه من الجرحي وأسر الشهداء وتكوين جسم يعنى بشؤونهم.إضافه لادواره الكبيرة التي يقوم بها الجهاز خارجيا في مساندة وزارة الخارجية حول عكس الصورة الحقيقة للحرب باقامة الفعاليات ورعاية ملتقيات الجاليات السودانية بالخارج
وتطمين السودانيين عن أوضاع السودان ورصد التحركات الخارجية المناوئة للدول ولمساندي المليشيا المتمردةو الادوار والمبادرات المجتمعية التي يقوم بها الجهاز
من أجل عودة المواطنين للعاصمة ومساهماته في تأهيل المرافق الخدمية والصحية والتعليميةو.نشاط الجهاز في تأمين الاقتصاد وتطور عمليات مكافحة التهريب عموماََ والذهب على وجه الخصوص.ونجاحه في وأد بؤر التمرد وتفكيك خلاياه النائمة.
كل هذه الأدوار تجعل من الزيارة حدثا كبيرا تجعلنا نتوقف عند التحذيرات التي أطلقها مفضل وقراءته للملفات الامنيه وما قاله من وجود خلايا أمنيه داخل الخرطوم تجعل الجميع يحس بالخطر قولا وفعلا..صحيح الوضع الظاهر في الخرطوم يشير لوجود تقدم ملموس تقوم به الشرطة وتعكسه معدلات العودة المتزايدة ومع ذلك فواقع الحال يقول إن الحرب المفروضة علي السودان تشكل تهديدا وجودا يسعي لاحداث تغيير ديمغرافي واسع يقتضي التحليل الدقيق والبناء علي التحذيرات التي أطلقها الجهاز والعمل فعلا علي وضع خطة استراتيجية تقوي من الأجهزة الأمنية وتطلق يدها للتصدي للأخطار المحدقة والمتزايدة والمتلونة بأقنعه وتتشكل بألوان ليست خافية علي من يملك الملفات والمعلومات التي يعمل عليها أناء الليل وأطراف النهار..
السودان الآن يعيش أصعب أيامه والمخرج الإصغاء جيدا لمن يمسك بجمر القضية ويقرأ من (كتاب مفتوح)يحوي حجم وأبعاد الخطر الماثل والقادم