حميدتي…تاتشر في القلب!!
خارج الصورة
عبدالعظيم صالح
.حميدتي…تاتشر في القلب.
ذات وقت متأخر من الليل إقتربت من حميدتي وسط زحمة ..كنا في (شطايا) بجنوب دارفور..ذهبنا لاحتفال مصالحة قبلية كبيرة في حضور البشير ..
قال لي أحدهم إختيار المنطقة مقصود بذاته..فهي المكان الجغرافي الذي دون منه بلاغ المحكمة الجنائية..
عرفته بنفسي ..وافق علي الحوار فورا ولكنه سألني انت ما نعسان؟..قلت له ..نعم ولكن هذه فرصة .. ربما لا نلتقي … فطائرتنا ستغادر في الصباح الباكر.. سكت برهة ثم أشار بأصبعه. قائلا (شايف الكنبه ديك ..بعد صلاة الصبح تلقاني عندها..
وقد كان. أجريت الحوار وإلتقط لنا الصوار أحد مرافقيه،.. ونشرت الحوار في حلقتين علي صفحات آخر لحظه..
ولعله الحوار الثالث الذي يجري معه قبل صعوده علي مسرح الأحداث وتحوله الي نجم سياسي بامتياز.
نشرت الحوار مع مرور الأيام وتصاعد الاحداث والرجل نفسه وبعدها حز في نفسي أدخال يدي في الحديث فقد ..أعدت صياغة كثير من المحتوى ليبدو مقبولا عند القارئ وملائما لقائد ميليشي تحدث بمكنة رئيس .ويكثر من الأنا…(انا بجيب السلام. اتكلمت مع الاوربيين..انا قفلت الحدود. الحلو وعبد الواحد ما بنستناهم)
في العادة الصحفي بعد الفراغ من لقاء ضيفه فإنه يخرج بانطباع شخصي مع من يحاوره…مع تراكم الخبرات تصبح هذه الانطباعات دقيقة إلي حد ما..
ما خرجت منه كانطباع أولي انه الزول ده (مهووس إعلام) أو عنده مشروع في رأسه. واتضح لاحقا صحت القناعة الاولي والثانية إلي حد بعيد. فمشروعه للسلطة حقيقي و مرة بمنحيات عديدة صعودا وهبوطا..ونجح فيى توظيف البندقية وعمل كوكيل (ل
مشاريع ) الآخرين لصالح طموحاته الشخصية.
قبل ذهاب الإنقاذ. وقفت أمام قاضي محكمة الصحافة متهما في قضية النشر.وقفت بصفتي رئيس التحرير المتهم الاول والزميلة العزيزة أستاذه امنه السيدح المتهمة الثانية ..البلاغ نشر أخبار كاذبة تمس أمن الدولة..!!لقد قلنا وقتها إن أفرادا من الدعم السريع متهمين باختصاب فتاة وين ؟. في ولاية الخرطوم…
الشاكي جهة نظامية رسمية.تنوب عن (الدعامة)وأهالي قرية تقع شرق الخرطوم بحري. قلت لأهل القرية الحكومة عرفناها واقفة مع الدعم السريع. فما بالكم انتم؟..قالوا لي انت شهرت ببنات الحلة. قلت لهم .أخشي أن يأتي يوم لنتحدث عن إغتصاب كثير من بنات السودان.
كثيرا ما يسألني الناس عن الحاصل اليوم. فأرد بكل مفردات(المغصة) ..لقد قلنا كل ما نستطيع قوله. وحذرنا من خطر تحويل الخرطوم من غابة (السنط)الي غابة (كلاش). وحذرنا من (أريفة الخرطوم) والحزام (الناسف ) حولها. ولكن من يسمع في زمن الغفلة وسكرة السلطة.
ليلة تنحي إبن عوف سألت ضابطين في الجيش أصدقاء لي ما رأيكم في حميدتي وهذا الصعود الغريب في سلم الحكم. ؟
.الأول تحدث عنه إيجابا. الثاني وجه حديثه لي ولزميله..(يا فلان إنت ما اشتغلت معاه في الخلاء..الزول ده اذا دخل في مأزق ممكن (إفك كل النيران دفعة واحدة ). شرح لي المصطلح العسكري الذي نسيته الان بفعل الام الحرب والنزوح (ممكن إكتل غنماية بمدفع مضاد للطيران. ثانيا الزول ده ما عنده صاحب. في سبيل مصلحته ممكن يتحالف مع الشيطان.
مرت هذه الخواطر وانا استمع لكلام حميدتي أمس. كل الافتراضات أعلاه اثبتتها الايام.
الخطاب بائس. ويحكي بؤس صناعة الميليشيا في السودان ومآلاتها وما أحدثته من أذي ومكنت كل هذا (الغث) من الوصول لمرافي بعيدة لا تتفق و(امكانياته).
الان يمكن القول إن احلام الرجل تبدأ في التفكك الي عناصرها الاولي ويعود من حيث آتي ..ومن النقطة الصفر حيث العدمية والتلاشي و الانعزالية والصراخ بصوت عالي في صحراء (الصمت) ..
قدم قائد التمرد (سردية) بايخه..وربما قصد من كل الكلام الكثير التبرؤ من دهس عربة التاتشر للاسير..التاتشر داست علي قلب الشهيد ولكنها وضعت حدا لكل الأكاذيب و قصص بدو الصحراء.
حميدتي قال انه لا يريد الحوار لغة جسده المنهك تقول العكس من الأفضل البحث عن (أولئك) الذين أهدوه الاولي. وإقناعه بالا فائدة من إطلاق مزيدا من النيران ..وأن يعود أدراجه الي الخلاء. من حيث أتي.و قبل ذلك محاسبة تقتص للضحايا الأحياء منهم والأموات.